|
| أبيض [right]وأسود[/right] | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
nosha =--> عضو كول <--=
عدد المساهمات : 261 تاريخ التسجيل : 02/11/2009 العمر : 28
| موضوع: أبيض [right]وأسود[/right] السبت 30 يناير - 15:10 | |
| { 1 }
إستيقظ مبكراً , ولكن ما فائدة الإستيقاظ , وهو يرقد فى السرير كالجثة الهامدة , دق الجرس كالعادة حتى يأتيه الخادم لكى يلبى طلباته , طال الإنتظار ولم يلبى الرجل النداء , مدد قدميه , ما هذا ؟ إنه يشعر بنشاط عجيب يدب فى جسده , تحرك ببطئ , إنه يتحرك بيسر وسهولة كشاب فى العشرين من عمرة , أنزل قدميه من الفراش ووضعهما على الارض , نهض بتروٍ , أنه يسير بصورة شبه طبيعية , سبحان من يحيى العظام وهى رميم , العجيب أنه سمع صوت الجرس الذى يدق فى الخارج , رغم أن سمعه قد ضعف منذ سنوات فلا يستمع إلا لمن يصيح بصوت عالٍ , والأعجب أنه يرى , وكان بصره قد غشيته غشاوة منذ فترة , سار فى الغرفة كأنه يتأكد بأن لديه القدرة على السير , فقد ظل حبيس الفراش لسنوات , نظر فى المرآة , الوجه كما هو , سنوات عمره التى تخطت الثمانين حفرت فيه أخاديد , وتركت بصماتها عليه , نادى على الخادم , صوته يخرج قوياً بعد أن كان همساً , أين ذهب هذا المأفون ؟ هل يكون قد ذهب فى حاجة ؟ ام أنه قد مّل خدمة رجل كسيح مثله ففر بجلده ؟ بحث عنه فلم يجده .. قرر أن يرتدى ملابسه وينزل إلى الشارع , ياله من خاطر مبهج , فهو لم ير الطريق منذ أن أصبح سجين الفراش , فتح صوان ملابسه , وقعت عيناه على تلك الحلة ( الشركستين ) , نظر إليها بشوق المحبين , لقد كانت أول حلة ثمينة يشتريها , وكم كان يعتز بها , ولهذا ظلت تتصدر صوان ملابسه دائماً , لقد إرتداها يوم زواجه , وفى أهم أيام حياته الماضية , حقاً أصبحت طراز منقرض , ولكنها ما زالت بحالتها لم يصيبها أى تلف , فقد كان دائم الحفاظ عليها , إرتدى تلك الحلة الشركستين , وبحث عن ساعته ذات الكتينة , ساعة ذهبية قد لا تقدر بثمن هذه الأيام , سعد كثيراً عندما وجدها مازالت تعمل بدقة , بحث عن نقود , لم يجد إلا القليل , وضعها فى جيبه , حمل عصاه ذات المقبض الذهبى , رفيقة أيام الشيخوخة . قرر الخروج إلى لا هدف , ربما سار فى الطرقات , ربما جلس على أحد المقاهى , ربما فاجأ أحد أبنائه بالزيارة شعر بطعنة تصيب قلبه عندما تذكر أبنائه , عادل , عزت , عماد , وإبنتيه , عفت وعايده . يالهم من قساة القلوب , لم يزره أحدهم منذ شهور , لم يحدثه أحد فى الهاتف , فما كان ليسمع أحدهم أو يقدر على الحديث معه , حاول قلب الأب يبحث عن مبرر لكل منهم يبرر عدم زيارتهم له , لقد تبدل الزمن , ونظر بحزن وألم إلى حلته الشركستين وساعته الذهبية وعصاته , لقد مر عليهم ما يزيد عن 50 عاماً , ولكنهم ما زالوا على حالتيهم , قال فى نفسه ( المعدن الأصيل لا يبدله الزمن ) خرج إلى الشارع , يسير الهوينى , فاجأه ضوء الشمس الساطع , أغشى عينيه اللتان لم تريا ضوء النهار منذ سنوات , أغمض عينه قليلاً , وفتحها رويداً رويداً , حتى إعتادت على الضوء المبهر , ما هذا ؟ يا الهول ؟ أين أنا ؟ أتلك هى القاهرة التى يعرفها ؟ أهذا هو الزمن الذى يحيا فيه ؟ أتلك هى ملامح العقد الأول من القرن الحادى والعشرين ؟ لابد أنه قد أصيب بلوثة عقلية , ولكن ما هذا أيضاً ؟ ماذا ترى عيناه ؟ أنه يرى كل شئ حوله بلونين فقط , هما الأبيض والأسود . ذلك اللون الباهت الزيتونى الذى تتصف به الصور القديمة . وكأنه قد دخل فجأة فى فيلم من أفلام ما قبل سينما الألوان { 2 }
مر عليه وقتاً وهو واقفاً فى مكانه الطريق شبه خالية , الألوان مازالت باهته , نظر خلفة إلى البيت الذى هبط منه منذ لحظات ,
يا الهول , لقد إختفى البيت , بل لقد إختفى الحى كله من مكانه , وحل محله حى آخر مختلف , فهذه ليست هى العباسية , وليس ما يقف أمامه هو بيته الذى كان يقيم فى أحدى شققه , إنه مكان آخر مختلف , رغم أنه لم يشعر تجاهه بالغربة , ولكنه مختلف .
مر من أمامه بعض البشر فرادى وجماعات , ألقوا عليه نظرة عابرة , لم يتوقف أحد ليتعجب من وجوده , فقد ظن نفسه قد إنتقل إلى كوكب آخر , أو أن الناس ستعتبره قادم من كوكب آخر ,
وما تلك الأزياء الغريبة التى يرتديها الرجال والنساء ؟ حقاً هى ملابس مصرية , ولكنها طراز قديم , ملايات لف وبراقع , جلابيب وطرابيش ,
ما هذا العصر الذى هبط من بيته وهو فى عام (2010) ليجد نفسه فيه ؟ إنها أزياء قد تعود إلى ما قبل منتصف القرن الماضى , وكذلك هذا الطراز العتيق للبيوت فى هذا الحى الذى يشعر تجاهه بحنين خفى , وكأنه قد سار فيه من قبل , وكأنه قد نهل من كل شبر فيه منهلاً ,
حاول أن يتغلب على ذهوله وسار بين دروب وطرق هذا العالم الغريب الذى وجد نفسه فيه دون أن يعلم كيف ولا لماذا ؟ ومازالت الصورة امامه كما هى باللون الزيتونى والأبيض والأسود ,
كاد يفقد ما تبقى من عقله , ماذا حدث لبصره ؟ هل تكون الفترة الطويلة التى قضاها فاقداً للبصر قد أثرت عليه عندما عاد إليه بصره ؟
ولكن أيضاً ما الذى أتى به إلى هنا ؟ إلى هذا الحى البعيد عن الحى الذى هبط من إحدى بناياته منذ دقائق معدوده ؟
سار الهوينى , يتحسس طريقه , طال به المسير حتى شعر بالجوع , شاهد على أحدى النواصى عربة من عربات اليد التى تبيع الفول المدمس للسابلة , جذبه مشهد قدرة الفول , والناس المتحلقة حول العربة يأكلون الفول بإشتهاء وتلذذ , سال لعابه , طلب طبقاً من الفول وبعض البصل الأخضر , مر أحد باعة الجرائد ينادى على بضاعته , اللواء – الأهرام – روز اليوسف , إشترى جريدة , طالع التاريخ فيها ,
يا العجب , 1938 هذا هو تاريخ السنة , لم يعد يدهشه شئ , رغم كل تلك الأعوام التى سقطت من تاريخه .
وضع الجريدة على الرصيف وجلس فوقها مثل بعض الجالسين , كان بجواره طفل فى العاشرة من عمره أو أكثر قليلاً يغسل الأطباق فى دلو من الماء , لا يعلم ما الذى جذبه فى هذا الصبى ؟ أهو هذا البؤس البادى على مظهره ؟ أم أنها نظرات الرضا التى ينطق بها وجهه ؟
تناول وجبته وهو ما يفتأ يوجه نظره تجاه هذا الصبى الذى يراه بنفس تلك الألوان الزيتونية , بادله الصبى نظرات بنظرات , تبسم له الشيخ , فتبسم الصبى , شعر الشيخ بعاطفة تجاه هذا الصبى , قرر ان يمنحه نفحة مالية كبيرة ,
وضع يده فى جيبه , أخرج بعض العملات , تعجب أنها عملات قديمة جداً تناسب هذا العصر الذى وجد نفسه فيه , ولكنه يبدو أنه قد بدأ الإعتياد على تلك الغرائب ,
دفع ثمن ما تناوله من طعام عدة مليمات , ونفح الصبى عدة قروش جعلته ينظر بعجب إلى هذا الشيخ السخى , فما منحه له يتعدى أجره من عمله لعدة أسابيع , ربت الشيخ على رأس الصبى وشعر إنه يريد ان يبادله الحديث ,
الشيخ : - ما إسمك أيها الصبى ؟ الصبى : - إسمى توفيق – ( توفيق رمضان أبو المحاسن ) أشكرك يا عم الحاج على هذه النفحة الكبيرة ,
رن إسم الصبى فى أذنه رنين عجيب , أضاء الكثير من دياجير الظلام التى يغوص فيها ذهنه , هز رأسه متفهماً , ربت على رأس الصبى وسأله
الشيخ : - هل انت راض ٍ عن عملك هذا ؟ أم تجد فيه مشقة ؟ الصبى : - أنه أكل عيش يا عك الحاج , ثم أننى تلميذ فى المدرسة الإبتدائية , ولكن والدى قد توفى وأنا أكبر إخوتى , وكان لابد لى من العمل لكى انفق عليهم وعلى والدتى ,
إزداد نور اليقين فى ذهن الشيخ , نفح الصبى نفحة أخرى وقال له بلهجة بدت وكانها آمرة ولكن كأمر أبوى
الشيخ : - لا تترك الدراسة , سيكون لك مستقبل زاهر , الصبى : - ولكن يا والدى الظروف تجبرنى أن أعمل لكى أنفق على عائلتى ؟ الشيخ :- يا بنى إنه قدرك .... ومن منا يملك ان يغير قدره ؟
تركه الشيخ وإنصرف , والصبى لا يفهم شئ , من هذا الرجل الغريب فى هيئته ؟ الغريب فى كلامه ؟ أهو عراف لكى يقول له شيئاً عن مستقبله ؟
يتبع | |
| | | nosha =--> عضو كول <--=
عدد المساهمات : 261 تاريخ التسجيل : 02/11/2009 العمر : 28
| موضوع: رد: أبيض [right]وأسود[/right] السبت 30 يناير - 15:11 | |
| { 3 }
أشار الشيخ إلى أحد عربات الحنطور , ركب الشيخ وأسند ذقنه على عصاته وكانه إستسلم لواقعه الذى أصبح فيه ,
سأله الحوذى إلى أين يذهب به , طلب منه أن يتجول به فى هذا الحى , لمح على البعد القلعة العتيقة تطل على هذا الحى من شاهق , ادرك أنه فى حى القلعة , وادرك عندها لماذا لم يشعر بالغربة هنا ,
تابعت أذناه صوت عجلات الحنطور الرتيبة وصوت فرقعة السوط فى يد الحوذى ليحث الفرس على السير , بدأت تلك الأصوات تتلاشى رويداً رويداً ,
رنت أصوات أخرى بجانبه , بل هى فى ذهنه , لا إنه ليس حلماً , إنه يسمع تلك الأصوات نقية لا يخالطها أى أصوات أخرى , غير مشوشة وغير مبعثرة كما هى العادة فى الأحلام , فهذا هو صوت إبنه الأكبر عادل وهذا صوت الأوسط عزت , أما هذا الصوت الجهورى فهو صوت عماد أصغر الأبناء , كان عادل يقول
عادل : -إن أباكم أصبح شيخاً كبير ,لا يقوى على الحياة بمفرده بعد وفاة والدتنا , وبعد أن أقعده المرض والشيخوخة , لابد له من رعاية ,
عزت : - وكيف لنا أن نرعاه وكل منا لديه من المشاغل ما يحتاج إلى يوم آخر فوق يومه لقضائها ؟
عادل : - لماذا لا تأتِ أنت يا عزت لتعيش هنا معه فى هذا القصر أنت وزوجتك وأبنائك ؟ فالقصر كبير يسعكم جميعاً , وهكذا يجد منكم الرعاية .
عزت ( محتداً ) : - ولماذا لا تأت أنت لفعل هذا , أو أخونا الأصغر المدلل عماد ,
عماد ( منفعلاً ) : - إن ظروف عملى وتنقلى الدائم يمنعانى من فعل ذلك , ثم لماذا أنا دائماً ؟ لماذا لا تأتى احدى أخواتنا البنات لترعاه ؟
عزت : - وهل تجهل أنت أن أختك عايدة برفقة زوجها السفير فى الخارج ؟ وأن أختك الكبرى عفت هانم لم تكلف خاطرها يوماً أن تطل عليه طلة واحدة منذ ان تشاجر أبيك مع زوجها رجل الأعمال المليونير وإتهمة بأنه لص ومحتال ؟
عادل : - وما الحل إذاً إذا كان كل منا لديه من الظروف ما يمنعنا من متابعته ؟
عماد : - لدى حلاً لهذا الأمر , لماذا لا نسكنه فى أحد تلك الدور التى تعنى بمن فى مثل حالته وسنه ,فهناك سيجد الرعاية والصحبة التى تسرى عنه ؟
عادل ( يصيح بغضب ) : - أجننت أيها المأفون ؟ أتريد أن تودع أبانا فى دار للمسنين ؟ أتريد من الناس أن تأكل وجوهنا ؟ أتريد لنا الفضيحة ؟ أنسيت مراكزنا الإجتماعية ؟ أنسيت مركزى أنا كرجل من رجال الحزب الحاكم وعضو مجلس الشعب ؟
عماد ( ساخراً ) : - عفواً يا سيادة النائب , فلتجد لنا حلاً إذاً ما دمت تخشى على مركزك السياسى هكذا ؟
عادل : - أخفض صوتك اللعين هذا , فقد يسمعك والدك , إسمعوا . . ليس هناك سوى حلاً واحداً , هو أن ننقل أباكم ليعيش فى شقة العباسية , وليصحبه عم موسى الخادم الذى قضى فى خدمتنا سنوات طويلة , فهذا القصر أصبح كبير عليه , وبهذا يظل أباكم فى رعاية عم موسى ويقضى له حوائجه , على أن نواظب على زيارته بإستمرار وبالتناوب
عزت ( متهكماً ) : - ياله من حل يحقق لك هدفك الدائم بالإستيلاء على هذا القصر الذى يساوى الملايين الآن ؟
عادل ( محتداً ) : - ومن قال لك أننى أبغى الإقامة هنا ؟ لقد فكرت فى صالحنا جميعاً , فكما قلت أن هذا القصر يساوى ملايين , فماذا لو بعناه بعد ذلك وإقتسمنا ثمنه بيننا ؟ سيكون نصيب كل واحد فينا عدة ملايين من الجنيهات ؟
عماد ( مفكراً ) : - وهل تظن أن والدك يوافق على ذلك ؟ أم أننا سنرثه وهو ما زال على قيد الحياة ؟
عادل ( يقنعهم بفكرته ) : - لقد اصبح أبانا فى حالة صحية لا تسمح له بأن يوافق أو يرفض , ثم ماذا سيضيره من ذلك ؟ سواء حصلنا على قيمة القصر الآن أم بعد وفاته ؟ بعد عمر طويل إن شاء الله طبعاً
بدأت تلك الأصوات تتلاشى رويداً رويداً حتى تلاشت تماماً , وعاد إلى سمعه الصوت الرتيب لعجلات الحنطور , وفرقعة السوط فى يد الحوذى , وإنتبه على صوت الحوذى وهويسأله محاولاً فتح مجالاً للحوار معه
الحوذى : - هل سمعت يا سعادة البك عن الذى حدث لهتلر بعد ان إنهزمت قواته فى روسيا ؟ هل تظن أنه سيستسلم لهم بسهولة ؟ أم أنه سيواصل الحرب ؟
تعجب الشيخ من هذا السؤال العجيب , فكما يتذكر ان المانيا وهتلر قد هزموا فى عام 1945 ,بينما ركب هو هذا الحنطور فى عام 1938 كما علم من تاريخ الجريدة التى إشتراها منذ دقائق معدودة , أتكون الجريدة قديمة ؟ أم أن هناك فجوة زمنية أخرى عبر منها فى تلك الدقائق ؟
لم يعد يندهش من شئ , ولكنه قال للحوذى وهو ينقده أجره بعد أن طلب منه أن ينزل أمام مقهى شعبى ,
الشيخ : - هتلر لن يستسلم , ولكنه سينتحر فى مخبأه الذى إختبأ فيه ,
ترك الشيخ الحوذى فى ذهوله من تلك اللهجة الواثقة التى يتحدث بها هذا الشيخ وكأنه يقر حقيقة لا مناص منها ,
جلس الشيخ على المقهى وبعد دقائق تقدم منه شاب يبدو من ملابسه انه عامل فى هذه المقهى , سأله الشاب عما يريد شربه , دقق الشيخ فى ملامح هذا الشاب , شعر بألفة تجاه هذا الشاب وكأنه قد رآه من قبل , طلب منه قدح من القهوة , وعندما آتاه به سأله الشيخ
الشيخ : - هل رأيتك من قبل أيها الفتى ؟ أشعر وكأنى أعرفك ؟
تفرس الشاب فى وجه هذا الشيخ الكبير وقال له
الشاب : - لا أظن أنى أعرفك يا سعادة البك , ربما أتيت ذات يومٍ إلى هنا ورأيتنى وظلت صورتى محفورة فى ذهنك ؟
الشيخ : - ما إسمك إذاً يا بنى ؟
الشاب : - إسمى توفيق – ( توفيق رمضان أبو المحاسن )
أدرك الشيخ سبب شعوره هذا ولكنه لم يعقب وهز رأسه متعجباً من تلك المفارقات العجيبة التى يمر بها , ولكنه لم يعد يندهش لشئ , سأل الشاب فى صوت حنون
الشيخ : - هل أنهيت دراستك يا بنى ؟
تفرس الشاب فى وجه الرجل متعجباً وقال له فى دهشة
الشاب : - ومن أخبرك يا سيدى أننى أدرس ؟ فأنا بالفعل حصلت على شهادة البكالوريا منذ أيام ؟
الشيخ : - وماذا تنوى ان تفعل بعد حصولك على البكالوريا ؟
الشاب : - أفكر أن أبحث عن عمل ما بشهادة البكالوريا , فعملى فى هذا المقهى عمل مؤقت لكى أنفق منه على نفسى وعلى أسرتى , أمى وإخوتى يحتاجون لعملى وإنفاقى عليهم .
نظر إليه الشيخ نظرة قوية وقال له بلهجة تقريرية آمرة
الشيخ : - أكمل دراستك يا بنى , لا تدع اليأس ينال منك , أمامك مستقبل باهر , إلتحق بمدرسة الحقوق , ستحقق فيها نجاح كبير , هذا قدرك , ومن منا يابنى يستطيع أن يغير قدره
لم ينطق الشاب ولكنه ظل ينظر إلى هذا الرجل الغريب وطريقته العجيبة فى الحديث , فكأنه يقرأ من كتاب مفتوح للمستقبل , كلماته واثقة , ولهجته أبوية آمرة , ياله من رجل عجيب , أفاق الشاب من تأمله للرجل على صوت صاحب المقهى وهو يدعوه ليرى بقية زبائنها , إستأذن الشاب من الشيخ وتركه وفى رأس كلٍ منهما مئات من علامات الإستفهام
تتبع .. | |
| | | | أبيض [right]وأسود[/right] | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |